وكان صاحب مال كثير ومماليك كثيرة وحفدة وأتباع، وكان متولعا باللهو والطرب واجتماع الندماء عنده، وكان يتكرم عليهم مكارم كثيرة وإنعام جسيم، وكان تعلق قلبه بامرأة بعض أرباب البيوت، فاتفق أنه سكر ليلة فدعاه سكره إلى أن أرسل وراءها، فعز عليها الحضور فى تلك الليلة، فسير من أحضرها كرها وزوجها معها، فلما حضر زرجها أخرق به فضربه وأهانه [١٤١]، ثم إن الرجل قدم قصة للسلطان وذكر فيها ما جرى عليه وعلى امرأته، فقوى ما فى قلب السلطان من جهته، فطلب أستاذه قراسنقر وأغلظ عليه فى القول وقال له: لا بد من تأديب كاتبك وخروجه من عندك، ولما خرج قراسنقر من من عند السلطان طلب كاتبه وأعطاه القصة، فقرأها، وأنكرها، ولم يكترث بذلك لا هو ولا قراسنقر، وصار السلطان بعد ذلك يذكر ذلك للأمراء، ويعدّ مساوئ هذا الكاتب، ويتكلم من ظلم قراسنقر، وظلم حاشيته إلى أن اتفق رأيه بحضور الأمير بدر الدين بيسرى وعز الدين الحموى وسنقرجاه الظاهرى والحاج بهادر الحاجب على قبضه، ثم قال له البيسرى: يا خوند إذا مسكت هذا ما تريد نائبا غيره!! فقال: استنيب مملوكى منكوتمر، فسكت الجميع عند ذلك؛ بل وجموا عند ذكره، ثم قال السلطان ما سكوتكم عند ذكرى منكوتمر! فقال البيسرى: يا خوند مملوكك منكوتمر شاب قوى النفس، حادّ الخلق. وهذا المنصب يريد رجلا ثقيل الرأس، طويل الروح، يحسن الحكم والسياسة. وقال الحاج بهادر: يا خوند الأمراء كلهم ما يخشون إلا من تولية منكوتمر، وأنت قد كنت شرطت على نفسك مع الأمراء حين توليت السلطنة أن لا تولى منكوتمر أمرا، ولا مملوكك جاغان، ووقعت اليمين على ذلك،