للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله نظم، فمنه قوله (١):

إليك رعاك الله لا زلت منعما … ومن غير الدهر الخؤون مسلّما

كتبت ولولا حب ساكن طيبة … لوافاك شخصى دون خطّى مسلّما

ولكنّنى أصبحت رهن صبابة … بجيرة سلع والعقيق متيّما

ولى بالنقا لا زلت جار أهيلة … قديم هوى فى حبّة القلب خيّما

وبين ثنيّات الوداع إلى قبا … لقلبى أسرار أبت أن تكتما

وبالحرم المأنوس آنست نسمة … لأنسى بها آنست سلمى وكلثما

وكم فاح لى من طيب طيبة نعمة … الذّ من الإثراء لمن كان معدما

وكم حزت من فضل بمسجد أحمد … وبالروضة الزهراء كم نلت أنعما

أروح وأغدو بين قبر ومنبر … قلوب الورى شوقا تطير إليهما

أقوم تجاه المصطفى ومدامعى … على الخدّ تجرى فرحة لا تندّما

فلى كلّ يوم موسم متجدّد … بقرب رسول الله يتبع موسما

لعمرى هذا الفخر لا فخر من غدا … يرى مغرقا فى الظاعنين ومشيما

ولم أك أهلا للوصال وإنّما … تطفّلت تطفيلا فألفيت منعما

وجاورت خير العالمين محمدا … أبا القاسم الهادى العظيم المعظما

أعزّ الورى جاها وأغزرهم ندا … وأوسعهم حلما وأمنعهم حما

[١٤٦]

فلا بدّلت نفسى بطيبة غيرها … إلى أن يوارى اللحد منّى أعظما (٢)


(١) «ومن شعره من أبيات كتبها الى بعض اصحابه بالبصرة» - تذكرة النبيه.
(٢) انظر بعض أبيات هذه القصيدة فى تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>