للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إقنع تعزّ ولا تطمع تذل … ولا تكثر تقل ولا تغتر بالأمل

وكان نجاز الروك والفراغ منه فى ذى الحجة سنة سبع وتسعين وستمائة، واستقبل بالإقطاعات سنة ثمان وتسعين الهلالية، ونقلت السنة الخراجية من سنة ست إلى سنة سبع وتسعين وستمائة.

وهذا النقل جرت العادة باثباته فى الدواوين، وامضائه للمستخدمين من تقادم السنين، وأيام الخلفاء والملوك المتقدمين، وسببه الداعى إليه أن إدراك الغلال، واعتصار الأقصاب، وقبض الخراج، إنما المعول فى حسابه على السنة الشمسية، وعقد الضمانات، وأقساط المعاملات على حكم أشهر السنة القمرية، وبينهما تفاوت فى عدد السنين والحساب، يعلمه العلماء والكتاب، وله دليل من آى الكتاب، وهو قوله عز وجل: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً» (١)، فقيل أن التسع مقدار التفاوت بين السنين الشمسية والهلالية، فإذا مضى ثلاث وثلاثون سنة انزحفت النسبة إلى السنة الخراجية فيحتاجون إلى تحويلها بالأقلام، ونقلها على جهة الإعلام من غير نقص فى الأموال، ولا خلل فى الأعمال، وكتب بهذا التحويل سجلات إلى البلاد ليكون عليها العمل والاعتماد (٢).

وقال صاحب النزهة: لما أرادوا روك البلاد، طلبوا تاجا الطويل (٣) ليعمل


(١) الآية ٢٥ من سورة الكهف رقم ١٨.
(٢) زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٩٨ أ - ١٩٩ أ، وأنظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٥٢. وعن تحويل السنة الخراجية (القمرية) إلى سنة شمسية انظر صبح الأعشى ج‍ ١٣ ص ٥٤ وما بعدها، المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ٢٧٣ وما بعدها.
(٣) هو عبد الرحمن الطويل، تاج الدين، مستوفى الدولة، وكان من مسالمة القبط، وممن أشار إليه فى معرفة صناعة الكتابة، ويعتمد على قوله، ويرجع إليه» السلوك ج‍ ١ ص ٨٤٢ - ٨٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>