للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحروب عن الهروب، فقتل الحلبى ومن معه وفر سلامش منهزما وجاء إلى قلعة ببلد الروم واعتصم بها، فأرسل قازان فى طلبه، فأحضر إليه فقتله شر قتلة (١).

وكان قد ترك أخاه بالديار المصرية على أنه رهينة عنه واسمه قطقطو وصحبته مخلص الدين الرومى، فاستقرا بها وأعطيا إقطاعا وراتبا.

وفى نزهة الناظر: كان سلامش هذا كبير القدر معظما ببلاد الروم، وله بيت كبير فى المغول.

قال صاحب النزهة: ذكر لى من أثق به من الروميين أن جدّ هذا الرجل هو الذى فتح بلاد الروم فى سنة إحدى وأربعين وستمائة، وملكها بعد قتل عالم كثير، وعند نزوله حضر إليه أبو بروانا وعرفه بنفسه وعرفه أيضا أن هذه (٢) أقليم عظيم، وأنه لا ينظر إلى من قتل منه، والتزم أن يحمل له كل سنة خراجا ويكون هو ومن معه رعيته، فوافقه على ذلك وقرر عليه فى كل سنة ثلاثمائة وستين ألفا من الدراهم، وألف رأس غنم، وألف رأس بقر، وألف رأس جمل. وقال له بعض أمرائه: يا خوند هذا يأخذ هذا المقدار من ضيعة واحدة من هذه الإقليم. فقال له: إذا استمر هذا يجئ غيره، وبقى هذا إلى سنة أربع وخمسين وستمائة، فخرج هلاون ومات بيجو وأخذ ولده أفاك مكانه، وحضر إليه بروانا، وكان أيضا والده توفى فأكرمه وخلع عليه وقرر عليه ما كان يحمل والده لوالده، واستقر إلى أن توفى أفاك وملك سلامش ابنه البلاد وأقام فيها، وملك جبال قرمان


(١) انظر زبدة الفكرة - مخطوط ج‍ ٩ ورقة ١٩٨ أ.
بينما أورد المقريزى هذه الأحداث فى حوادث سنة ٦٩٨ هـ‍ - السلوك ج‍ ١ ص ٨٧٤ - ٨٧٨.
(٢) هكذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>