وضياعا كثيرة، ثم عصى على ملوك المغول، فلما ملك قازان سير إليه جوبان وقطلوجا، فضربوا معه مصافا، فخامرت عليه أمراؤه فانكسر، وكان سبب عبوره إلى مصر.
ثم قال صاحب النزهة: والأصح أن سلامش أرسل كتبه فى دولة لاجين، يستأذن على الدخول إلى البلاد الإسلامية، فلما وصل إلى حلب قتل لاجين، ودخل إلى مصر فى الدولة الناصرية وأكرمه بيبرس وسلار (١).
وفيها: ابتدأ الخلف بين طقطا بن منكوتمر ملك بيت بركة بالبلاد الشمالية وبين نوغيه بن ططر بن مغل بن دوشى خان بن جنكز خان، وذلك لأسباب:
منها: أن بيلق خاتون زوجة نوغيه استنفرت من ولديه وهما جكا وتكا وأظهرا لها الكره [١٥٧] والإمتهان، فأغرت طقطا بهما وأرسلت تحرّضه عليهما.
ومنها: ان بعض أمراء طقطا أوجسوا خيفة من أمر بلغهم عنه ففارقوه وانحازوا إلى نوغيه، فقبلهم وأحسن إليهم وأنزلهم فى حوزته وزوّج واحدا منهم اسمه طاز بن منجك بابنته.
فأرسل طقطا يطلبهم منه، فمنعهم عنه، فأغضبه ذلك، وأرسل إليه رسولا وأصحبه: محراثا، وسهم نشاب، وقبضة من تراب، فلما جاء الرسول إليه وعرض ما معه عليه قال: إن لهذه الرسالة خبرا، ولهذا الزمن إشارة ورمزا، فجمع كبار قومه وذوى مشورته وقال: ما عندكم فى هذا وما قصد طقطا بإرسال التراب والنشاب والمحراث؟ فقال كل منهم مقالا، وجال فى تأويلها مجالا.
(١) هذا يوضح الخلاف بين ما ذكره العينى سابقا، وما ورد فى السلوك - انظر ما سبق ص ٤٠٠.