للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم خرج من عنده وشرع فى تجهيز أمر الضيافة الهائلة، ورأى أن المخيم الذى فيه ما يسع للسلطان وحاشيته، فطلب أمير مجلسه (١) وقال له: اذهب إلى منكوتمر وقل له يقول للسلطان إن مخيمى ضيق، ويكون مخيم السلطان فى الموضع الفلانى، فجاء هذا إلى منكوتمر وبلغه الرسالة، ثم قال له: اجلس عندى حتى أبلغ السلطان ما قتله لى، ثم شرع معه فى الحديث ولم يزل يستميله ويعد له بإمرة ومال، وحلف له على ذلك على أن يذهب معه إلى السلطان ويقول له: إن أستاذى اتفق مع بعض الأمراء على أن السلطان إذا حضر إلى مخيم أستاذه يوقع به الأمر ويأخذ المملكة لنفسه، فاغتر هذا بقول منكوتمر ورضى بذلك، ثم قام منكوتمر وأخذه معه، فدخل على السلطان وقال له يا خوند: هذا قد حضر من عند البيسرى ومعه نصيحة للسلطان، وهو يقصد بذلك المكافأة عليها، فأخبر السلطان بما وقع عليه اتفاقهما، فشكره السلطان وأثنى عليه، ثم رسم السلطان بتجهيز الدهليز صحبة الفراشين إلى الجيزة وأعاد الرجل بالإجابة، (٢) فجاء إلى أستاذه البيسرى وأخبره بأن السلطان أجاب إلى ذلك [١٥٩] وأن خيامه قد طرحت، فلما أصبح البيسرى طلع إلى الخدمة بناء على أن ينزل مع السلطان لميعاده على ما مضى من الاتفاق، فلما فرغت الخدمة، قال له السلطان: ميعادنا يكون يوم الأربعاء، فعند ذلك قام وأراد النزول، فلما وصل وسط الدهليز خارج باب النحاس قامت إليه مماليك كان السلطان قد أرصدهم هناك وأمرهم بأن بيسرى إذا وصل هناك يأخذوا سيفه ويمسكونه، فضربوا على الحلقة، وأخذوا سيفه من وسطه، ومسكوه،


(١) «أرسلان أستاذدار بيسرى» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٣٤.
(٢) أورد المقريزى رواية أخرى، ولكنها مشابهة فى بعض الوجوه - انظر السلوك ج‍ ١ ص ٨٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>