للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع الضجيج بعد ذلك فى القلعة، وبلغ إلى أهالى المدينة، فغلقت باب زويلة (١) مقدار ساعة من النهار، فذهب الناس بجميع ما كان جهزه البيسرى للضيافة.

ثم رسم السلطان بالحوطة على جمع موجوده، وحبس جماعة من مماليكه، (٢) وفرح منكوتمر بذلك فرحا عظيما فإنه كان كلما يراه يننكد ويتنغص.

وكان اعتماد المنصور فى مسك الأمراء الظاهرية اعتماد أستاذه الملك المنصور قلاون فإنه لم يتم له الملك حتى مسك جماعة كبيرة من الظاهرية، وأول من مسك منهم كان البيسرى هذا، وأقام فى الحبس تسع سنين وأيام إلى أن أفرج عنه الملك الأشرف على ما ذكرنا، (٣) ولما تولى لاجين أراد أن يفعل مثل فعل أستاذه قلاون.

ولما مسك بيسرى أرسل يقول للسلطان: هذا جزائى منك؟ وأقسم على كرجى وهو يقيده (٤) أن يبلع هذا إلى السلطان، فأبلغ كرجى كلامه هذا إلى السلطان، فقال له: هذا جزاؤك، بل جزاؤك أكثر من هذا، وأنا ما أقدر أن أعمل معك ما عمله كتبغا معك من الاحسان، فكان جزاؤه منك ما فعلته فى حقه، فكيف آمن إليك بعده؟.


(١) «الزويلة» فى الأصل، والتصحيح من السلوك ج‍ ١ ص ٨٣٥.
(٢) «ثم أفرج عنهم» فى السلوك.
وقد ظل الأمير شمس الدين بيسرى فى الإعتقال إلى أن توفى فى ١٩ شوال سنة ٦٩٨ هـ‍ - السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٠، وانظر ما يلى.
(٣) انظر ما سبق ص ٧ وما بعدها.
(٤) ذكر المقريزى أن اللذين قبضا على الأمير بيسرى هما: سيف الدين طقجى وعلاء الدين أيدغدى شقير - السلوك ج‍ ١ ص ٨٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>