للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ورد الأمير حسام الدين مهنى بن عيسى، أمير آل عيسى، فتلقاه السلطان بالإكرام والقبول، وقد ذكرنا أن الملك الأشرف خليل لما مسكه كان قد سلمه إلى حسام الدين لاجين ليوصله إلى مصر، وأوصاه أن يطبق عليه، ولا يمكنه من الاجتماع بأحد، وحكى عن أخيه محمد بن عيسى أن من جار إحسان لاجين إلى أخيه مهنى أنا لما نزلنا خربة اللصوص فى الليل، وانفرد لاجين عن الناس قلت: ويل لآل مهنى ما لهم من معين، ولا مخبر لأهلهم بخبرنا، والله إن هذه الطريق شين وتهم علينا، فقال لى أخى مهنى: اسكت، فنحن لانبالى، ومعنا هذا الأشقر الذى تخافه العرب والترك، وأراد به لاجين.

وكان لاجين يسمعه، فلما أصبحنا، وجدنا إنسانا على راحلة.

فقال أخى: يا أمير حسام الدين أما تتصدق علينا بأن تنادى هذا الرجل [لعله (١)] جاء من بلادنا ومعه خبر من أهلنا، فقال نعم، وأشار إليه فحضر، فقال له أخى مهنى: من أين يا وجه العرب، فاننتسب إلى قبيلة من العرب، فعرفه مهنى، ثم سأله عن أهله فأخبره عن أهلنا ومنازلنا، فقال له نقصدك أن تذهب إلى أهلنا وتخبرهم بأنا نحن طيبون، ونحن فى قيد الحياة، لذلك علينا الملاقاة إذا أفرج الله عنا، فقال: نعم، إنها الأمير « ...... » (٢) لاجين، فقال: يا أمير حسام الدين ترى أن تفعل معنا خيرا، والله تعالى يكافئكم، فقال: قل ما تريد، فقال: أن تأذن لنا بأن نكتب سطرين أو ثلاثة إلى أهلنا ليعلموا أنا نحن طيبون فى خير، وأنا تحت حفظك وظلك، فتبسم وقال لدواداره: اعط الأمير الدواة والورق [١٦٠] فإذا كتب كتابا توقفنى عليه،


(١) [] إضافة تتفق والسياق.
(٢) « … » كلمتان مطموستان.

<<  <  ج: ص:  >  >>