للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعطاه، فكتب إلى أخيه هبة، وعرف أخيه أنه طيب فى خير وعافية، وأمره أن يرحل بأهله إلى نحو الشرق إلى مكان سماه له، وأن يشن الغارة فى المنازل القريبة منه، ولكن ذكر ذلك كله باللغز، فسمى تلك بأسماء أولاده، وبعض نسائه بحيث لا يفهم أحد ذلك إلا أخوه الذى كتب إليه، فلما وصل إليه الكتاب رحل هو بأهله من برية دمشق، ثم شرع فى التشويش على المنازل، ونالوا بذلك مقاصدهم، ولما اتفق مجئ مهنى إلى السلطان أحسن إليه السلطان، فخلع عليه طرد وحش، وهو أول من لبس طرد وحش من آل مهنى، وكانت خلعته قبل ذلك كنجى (١) [أو] (٢) مسمط، (٣) وطلب دستورا للحجاز من الشام، فأذن له بذلك وأنعم عليه.

وفيها صودر القاضى بهاء الدين بن الحلى ناظر الجيوش، وكان له خدمة على السلطان فى أيام نيابته، فلما تسلطن صارت له عنده مكانة كبيرة، واتفق أنه استشاره فى بعض الأيام فى أمر منكوتمر، وقال له: يا قاضى بهاء الدين، قد كثرت الشكوى فى هذا النائب، وفى حاشية وكتّابه، وإنما أريد أن أقيم مملوكى منكوتمر، وأكون مطمئنا من جهته. وتكون أنت تدبره وتعرفه الطرق التى يسلكها القواد. فقال له: والله يا خوند، نصحك واجب على كل أحد، وخصوصا على المملوك، ولا يخفى على السلطان أن دولة الملك السعيد ما أخربها


(١) كنجى: قماش منسوج من قطن وحرير، وكان يصنع فى بادئ الأمر فى كنجة بجهات آران، فانتسب إليها - السلوك ج‍ ١ ص ٨٤٧ هامش (٩).
(٢) [] إضافة من السلوك للتوضيح.
(٣) مسمط: قماش من الحرير الأصفر والأحمر مزين بنقش بارز، وورد فى محيط المحيط أن السمط: الثوب الذى لبست له بطانة طبلسان - السلوك ج‍ ١ ص ٨٤٧ هامش (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>