للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان القاضى يعرف محبة السلطان له، (١) فقال له: يا خوند أنا أروح إليه وأسمع ما يقول. فسلم ودخل عليه، (٢) وجعل يسأله عن حاله، فقال له: ما لى حاجة بالنيابة، ولا بالإمرية، وأنا أريد أعمل فقيرا، وتحدث فى هذا الباب كثيرا، وفهم القاضى منه أنه يريد أن يسمع كلامه فى كل ما فى يده من مسك ناس وعمل آخرين، وابعادهم عنه.

فلما فهم القاضى مقصوده علم أنه متى أشار على السلطان بشئ لا يرجع فيه إليه، وأنه لا يرجع إلا لكلام منكوتمر.

فدخل عليه، (٣) وعرفه ما قاله منكوتمر، وما قصده، فلم ينكر عليه شيئا، بل سير إليه وطلبه، وطيب خاطره، وقال له: افعل كل ما تختار، وأنه بعد أيام يمسك طقجى، وبعده بقليل يمسك كرجى، أو نرسله إلى نيابة موضع.

وفى تلك الأيام وصل قاصد للأمير قفجق فى خفية واجتمع بطقجى وكرجى، وأعطاهما الملطفات التى معه، « ...... » (٤) وأخبرهم برواح الأمراء إلى قازان، وكيف خرج قفجق من دمشق، وتولى جاغان مكانه، وأنهم يعرفوا أنكم إما أنكم توقعوا القتل فى السلطان ومنكوتمر، وإما تعرفوهم فيهاجرون، وذلك حتى يعرفوا حالهم.

فلما سمع طقجى وكرجى هذا من القاصد اجتمعا مع بيبرس وسلار وعبد الله


(١) الضمير يعود إلى منكوتمر.
(٢) المقصود منكوتمر.
(٣) أى على السلطان.
(٤) « ...... » ثلاث كلمات مطموسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>