للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن منكوتمر قصد فرقته من خشداشيته حتى لا يكونوا مجتمعين، ولما استقر أياما طلبه السلطان وعرفه أنه عينه للنيابة لما يعلم من محبته ونصيحته وأنه متوثق به. فقال طقجى: والله يا خوند إنى مدة عمرى ما حكمت بين اثنين، ولا أعرف أحكم، وخرج من عنده على غير انفصال، واجتمع بكرجى وسلار وبيبرس الجاشنكير وأخبرهم بما وقع بينه وبين السلطان، وكان عندهم الخبر، فاجتمع رأيهم على أن يتحدثوا مع السلطان [١٦٥] فى قعوده، فاجتمعوا به، وترققوا له فى السؤال، وقالوا: أحدث أحد ولى من السلطنة نائبا وليس له دربة بالنيابة، ولا يعرف الأحكام، فاستحى السلطان منهم، وأعفاه، وعلم بذلك منكوتمر، وتحدث مع السلطان، ولامه على موافقة هؤلاء، وخرج من عنده وهو حرج، فلقى كرجى فى الطريق، فقطب فى وجهه، وجفا عليه، وقال: كل واحد منكم بقى يعمل رأيه فى السلطنة فى السر، وحط على الأمراء الذين تكلموا معه وقت سؤالهم السلطان باعفاء طقجى (١).

ثم إن منكوتمر لما علم أن السلطان قبل الشفاعة فى أمر طقجى امتنع من الحضور إلى الخدمة، وجعل يحتج بأنه ضعفت رجله عن الحركة، فعلم السلطان ذلك، فطلب قاضى القضاة حسام الدين الحنفى، واختلى به، وقال له: يا قاضى أنا قد تحيرت مع منكوتمر، إن طاوعته على جميع أغراضه، واتبعت ما يشير إليه لا آمن على نفسى وعليه، وإن أنا خالفته فما يهون على، وهو على كل حال شاب ما جرب الأمر بعد « ...... » (٢) - وما أدرى ماذا أفعل؟.


(١) يوجد بعد ذلك نحو ستة أسطر معظم كلماتها مطموسة مما يصعب معه متابعة النص.
(٢) « ...... » كلمة غير مقروءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>