للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد (١)، وأستاذه مرتبط به ومتمسك بسببه، ومتى لم نبدأ بإعدامه ما ننال من مملوكه قصدا، والصواب أنا نبدأ بأستاذه قبله، (٢) وأبرموا أمرهم فيما بينهم.

فلما كان ليلة الجمعة «الحادية عشر من ربيع الآخر (٣)» هجموا عليه وهو جالس يلعب بالشطرنج مع أحد جلسائه، فأرووا السيوف من دمائه، وقطعوه قطعا، وتركوه ملفعا، وخرجوا إلى دار النيابة فى طلب منكوتمر، فلما أتوا إلى بابه استدعوه للنزول، فأحس بالأمر المهول، وعلم أنه مقتول، وكان طقجى ساكنا بدار الملك السعيد، فنزل منكوتمر إليه، وألقى نفسه بين يديه، واستجار به من القتل فأجاره، وقال لكرجى ومن معه: اذهبوا به إلى الجب ودلوه، فلما صار فى [قعر] (٤) الجب عرفه الأمراء المعتقلون، فظنوا أن أستاذه نقم عليه واعتقله، وسألوه عن أمره، فأخبرهم بقتله، فثاروا إليه وشتموه وضربوه وأهانوه لما فى نفوسهم منه. وقيل: إنهم وجدوا عليه رائحة النبيذ (٥).

وقال صاحب نزهة الناظر: كان السبب لذلك أن طقجى حضر من الحجاز مستهل صفر، فوجد أن أمره قد احتكم بسفره من مصر إلى نيابة طرابلس،


(١) «هذا متى طالت مدته أخذنا واحدا بعد واحد» - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٠١.
(٢) «والصواب أنا بأستاذه قبله نبدأ» - فى زبدة الفكرة.
(٣) «» ساقط من زبدة الفكرة.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) ورد فى زبدة الفكرة: «ثم إن كرجى استدرك الفارط، وقال: نحن قتلنا أستاذه وما أساء إلينا ولا جنف علينا، وإنما قتلناه لأجل هذا الشيطان، وما أوجبه سوء فعله من الشتان، فكيف نتركه حيا، فعاد إلى الجب، وأطلعه وذبحه من قفاه، ولقاه الله ما قدمت يداه» - انظر زبدة الفكرة - مخطوط ج‍ ٩ ورقة ٢٠٠ ب - ٢٠١ ب، وانظر أيضا التحفة الملوكية ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>