للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخدمة، وقد صلى العشاء الآخرة، وجلس بعض المماليك بين يديه يلعبون بالشطرنج، وهو ينظر إليهم، وقد أحضر له مأكول، فأكل منه، ثم رفع يده منه، وطلب الطشت فغسل يده، وقدم له الجمدار فوطة للمسح، فأخذها ومسح بها يده، وكانت الإشارة بين كرجى والمماليك أصحاب النوبة الذين اتفقوا على قتله أن كرجى إذا تقدم إلى الشمعة تكون إشارة إلى الهجوم على السلطان.

قال: ولم يشهد إلا وكرجى قد تقدم إليه وضربه على كتفه، فرفع يده يلتقى الضربة، فطارت يده وأخذ كرجى النمشة (١) من بين يديه وضربه عند نهضته فقطع مشط رجله، فوقع وهو يقول: الله! الله!، فأخذته السيوف من كل جانب، ووقع بعض أطرافه إلى الاصطبل.

قال الراوى: حكى لى أنه (٢) قام على قدميه وصار يصبح: لا تفعلوا بسلطاننا، هذا ما يحل، ورفع إليه بعض السلحدارية بالسيف، وقال: اقبل بلا فضول، قال: فسكت، ولما تحققوا موته (٣) خرجوا على حميّه، وفى أيديهم الشموع، ونزلت مماليك الأطباق، واجتمع الأمراء الذين داخل باب القلة، وفتحوا باب القلة وخرجوا، فوجدوا الأمير طقجى جالسا على باب القلة فى انتظارهم، هو وخشداشيته، فتلقاهم، وتباشروا بما حصل لهم من الظفر، ثم أرسلوا وطلبوا بقية الأمراء المقيمين بالقلعة، فجاءوا أولا فأولا، وبسطوا من باب القلعة بسطا، وأوقدوا شموعا، ووقع الصوت فى نواحى القلعة بأن السلطان قتل.


(١) نمشة، ونمشا، ونمشاه - نمجه، نمجا: ونمجاه: لفظ فارسى يعنى الخنجر المقوس الذى يشبه السيف القصير - السلوك ج‍ ١ ص ٨٥٧ هامش (١).
(٢) المقصود قاضى القضاة حسام الدين الرازى.
(٣) أى موت السلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>