للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان منكوتمر يتحدث فيما يبطق بالأمراء المجردين، (١) فلم يشعر إلا وقد دخل مملوك وهو يقول: يا خوند، اسمع هذه الضجة فى القلعة، فنهض وقام إلى الشباك (٢) فرأى باب القلعة قد انفتح، وخرجت الأمراء، والشموع توقد، والضجة قد ارتفعت، فقال: والله فعلوا، وأشار إلى مماليكه أن يغلقوا الأبواب، ويلبسوا، ويتحصنوا.

ثم قال كرجى للحسام الأستاذدار: نقوم إلى دار منكوتمر ونحرقها إلى أن نخرجه، فقال له الحسام: يا أمير ما يحتاج، أنا أروح إليه وأخرجه، ومشى إلى أن وصل إلى الباب فوجد المماليك قد لبسوا واعتدوا للقتال، (٣) فعرفه نفسه، وقال: قولوا للأمير سيف الدين يكلمنى، ففتح الشباك؛ فسلم على منكوتمر وعرفه بما جرى من قتل السلطان [١٦٧] وما ذكره كرجى من إحراق بيته، فصار يتلطف به حتى أذعن لخروجه على شرط أن يشفع الأمراء فيه، فخرج وقد شدّ وسطه بمنديل، ومشى صحبته إلى أن وصل إلى باب القلة، فوجد سائر الأمراء جلوسا والأمير طقجى جالس مكان النيابة، فلما رأوه قاموا إليه وتلقوه، فأخذ يد طقجى وباسها، فقام إليه وأجلسه إلى جانبه، وشرعت الأمراء مع الأمير حسام الدين الأستاذدار يترققون السؤال لطقجى أن يلطف بأمره مع كرجى ويسأله فى إبقاء نفسه عليه، فأجاب إلى ذلك.


(١) كان كل من السلطان ومنكوتمر ينتظر أن يرد خبر الأمراء المجردين، وهل قبض عليهم أم لا - انظر ما سبق، والسلوك ج‍ ١ ص ٨٦٣.
(٢) المقصود شباك دار النيابة - السلوك ج‍ ١ ص ٨٥٧.
(٣) «وألبس مماليكه فصار فى أربعمائة ضارب سيف وأزيد» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>