للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببنت الملك الظاهر [بيبرس] (١)، وكانت دينة عفيفة، فحكت أنها رأت فى المنام ليلة الخميس قبل قتل السلطان بليلة كأن السلطان جالس فى المكان الذى قتل فيه، وكان عدة غربان سود على أعلى المكان، وقد نزل منهم غراب فضرب عمامة السلطان فرماها عن رأسه وهو يقول: كرجى كرجى مرتين، فلما أصبحت ذكرت ذلك للسلطان وقالت له: أقم الليلة عندنا، فقال: ماتم إلا ما يقدره الله تعالى. ذكر هذا النويرىّ فى تاريخه (٢).

وذكر صاحب النزهة: أن زوجة السلطان أرسلت خادمها وراء علاء الدين ابن الأنصارى، وكان له علم فى تفسير المنامات، لأجل تفسير رؤيا رأته. فقال علاء الدين: إنى ضعيف لا أقدر على الطلوع إلى القلعة، ولكن قل لها: تكتب المنام فى الورقة وأنا أرد الجواب عنها، فعاد الخادم إلى الخاتون وأخبرها بذلك، فأرسلت إليه ورقة مكتوب فيها أن الخاتون رأت السلطان جالسا وهى إلى جانبه وإذا بطائر يشبه العقاب انقض عليه واختطف فخذه الأيسر وطار به إلى أن طلع من دور القاعة، وطائر آخر قاعد على خشب دور القاعة فى حلية الغراب وهو يصيح كرجى كرجى كرجى ثلاث مرات، فلما وقف عليها علاء الدين قال:

أيها الخادم هذا لا يفسر إلا بعد ثلاث جمع. قال: وقصدت بذلك التسويف إلى أن تنقضى إما ثلاثة أيام أو ثلاث جمع أو ثلاث شهور، وعلمت أنه يظهر سر منامها عن قريب، فوقع قتله ثانى ليلة (٣) الرؤيا.


(١) [] إضافة للتوضيح - النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٠١.
(٢) انظر أيضا النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٠١، كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٧٨ - ٣٧٩.
(٣) انظر أيضا السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>