للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها: إن امتناعك عن هذا يورث فسادا كثيرا بين المسلمين، ويوقع فتنا وسفك دماء، وحلف أن هذا الأمر حقيقة ليس فيه مكر ولا خديعة، وما زال بها إلى أن أجابت إليه، وقبلت كلامه، لما كان من سبق إحسانه إليها وإلى ولدها الناصر عند حضورهما إلى الكرك، وكان كل يوم يمد السماط بين يدى الملك الناصر ويقف هو مكان النيابة، وراعى ترتيب المملكة معه مدة إقامته فى الكرك إلى حضور الأمراء بطلبه، ثم شرع فى تجهيزه بما يليق به وسافر صحبته إلى أن وصل إلى مصر، فلما قرب منها ركبت إليه سائر الأمراء ولا قوه، فلما وقع نظره عليهم ترجلوا كلهم وقبلوا الأرض، وتباشروا بقدومه، وكان يوما مشهودا عظيما، ولم يبق فى ذلك اليوم أحد من الأمراء والمقدمين والجند والعامة إلا وقد خرج إليه ولاقاه، وعند طلوعه أجلسوه على التخت، وجلس الأمير بدر الدين أمير سلاح والأمراء الكبار، وكان دخوله يوم السبت الرابع من جمادى الأول من هذه السنة.

وفى يوم الإثنين السادس (١) من الشهر المذكور حلف له سائر الأمراء، وعليه خلعة الخلافة، (٢) وهو ابن أربع عشرة سنة، وزينت القاهرة ومصر، ودقت البشائر.

وكان خلو التخت من السلطنة من يوم قتل لاجين إلى يوم حضور الناصر


(١) «السادس عشر» فى الأصل، وهو لا يتفق مع ما سبق ذكره من أن يوم السبت رابع الشهر، والتصحيح من السلوك ج‍ ١ ص ٨٧٢.
(٢) «وكتب شرف الدين محمد بن فتح الدين القيسرانى عهده عن الخليفة الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>