القول، فلما وقفوا على ذلك اتفق رأيهم على أن يطلقوا البريدى من غير الكتب فقال لهم البريدى: إذا قلت لهم هذا الكلام ما يصدقوننى وأردّ خائبا، فاستصوبوا كلامه وأعطوه الكتب، فذهب إلى طريقه.
ثم إن أيدغدى شقير شرع فى خلاص نفسه وكيف يكون حاله مع نائب حلب ومع الأمراء، وكان قد أساء على نائب حلب والأمراء المجردين، وعاملهم بالغلظة والكلام الفاحش والحماقة والكبرياء؛ فإن اتفاق منكوتمر كان معه أنه إذا قضى شغل الأمراء ومسك منهم الذين بينوا له مسكهم فيستقر نائبا بحلب، وكذلك كان الاتفاق أيضا مع جاغان فى أمره مع نائب الشام قفجق، فإنه إذا مسك بكتمر السلحدار ومن عينوه بالمسك من الأمراء يكون هو نائب الشام.
ولما تحقق أيدغدى وجاغان وقوع الأمر بلاجين ومنكوتمر خشداشيته، ووقفا على كتب الأمراء وكتاب نائب حلب علما أن الأمر قد فات وتحيرا فيما يعملان، ثم قوى أيدغدى شقير عزمه على أن يرجع بمن معه إلى قلعة [١٨٠] تل حمدون ويتحصنون بها، فلم يوافقه على ذلك كجكن وقالوا: نحن بين أمرين:
إما أن يفتحوا لنا القلعة أو يأبوا ذلك فنكون قد فرطنا فى أمرنا، والرأى عندى أن نرجع إلى حلب وندخل على نائبها فهو على كل حال ما يرمى جانبنا ويشفع لنا، والذى قضى الله لا بد منه، فانتظم أمرهم على ذلك ورجعوا قاصدين حلب، ولما دخلوا على الأمير سيف الدين النائب أقبل عليهم بإقبال حسن، وأظهر التوجع لهم، وأمر لكل أحد بأن ينزل فى منزلته (١).