للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصرفت مالك جميعه فى عمرة دارك وما خليت للبيكار (١). فقال: خليت للبيكار صدقات مولانا السلطان، والله يا خوند (٢) ما عمرت هذه الدار حتى سمع بها من بلاد العدو. ويقال: إن بعض مماليك السلطان عمر دارا غرم عليها أموالا عظيمة، فرسم له بألفى دينار (٣) إعانة له.

ولم يعرف أنه شرب من كوز مرتين، وكان من أحسن الأشكال والفرسان المشهورين، وتوفى وعليه ديون كثيرة، وفيت عنه بعد وفاته، رحمه الله.

الأمير عز الدين أيدمر الجناحى.

مات بحلب وكان مع العسكر المجردين، وكان يتهم بذهب كثير، فلم يظهر له خير. وقال أستاذ الدار وكاتبه: كنا نعرف له صندوقين فيهما ذهب وجواهر، ولما كان ساكنا بالصالحية أودعهما عند أولاد الحافظ عبد الغنى (٤) ولم نعلم لهما خبرا، فأحضر أولاد الحافظ عبد الغنى وجماعة معهم بهذا السبب، فظهر أن الأمير عز الدين قد أخذ الصندوقين منهم وأودعهما عند فخر الدين العزازى التاجر بقيسارية الشرب، ولم يطلع على ذلك غير الأمير [١٩١] وخزنداره، وكان قال لخزنداره إكترلنا جملا ممن لا نعرف، وقم نصف الليل، وحمل الصندوقين على الجمل وامض بهما إلى فخر الدين العزازى، ففعل الخزندار ذلك وقال له: هذه


(١) «أى شئ خليت للغزاة والترك؟» - المواعظ والاعتبار.
(٢) والله يا خوند ما بنيت هذه الدار إلا حتى يصل خبرها إلى بلاد العدو» - المواعظ والاعتبار.
(٣) «وأنعم عليه بألف دينار عنبا» - المواعظ والاعتبار.
(٤) هو عبد الغنى بن عبد الواحد بن مسرور، تقى الدين أبو محمد المقدسى الجماعيلى الحنبلى، المتوفى سنة ٦٠٠ هـ‍/ ١٢٠٣ م - العبر ج‍ ٤ ص ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>