للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وديعة الأمير عندك إلى أن يعود من التجريدة، ثم مات الأمير وخزنداره.

وقيل: إنه سقى سما.

ولما رأى فخر الدين أن أولاد الحافظ عبد الغنى وجماعة آخرين قد اتهموا بهذا وهم بريئون، نهض واجتمع بالأمير سيف الدين جاغان - وهو يومئذ شادّ الدواوين - وأخبره أن عنده صندوقين وديعة الأمير عز الدين أيدمر الجناحى الذى توفى بحلب، فقال له جاغان: جزاك الله خيرا أين الصندوقان؟ قال:

عندى، فجهز معه العدول ووكيل بيت المال وحملوهما، فكان فيهما من الذهب العين المصرى ثلاثة وثلاثون ألف دينار وحلى وحوائص وكلوتات وكمرانات أكثر من ثلاثين ألف دينار، فعظم فخر الدين فى أعين الناس بذلك الأمر.

الأمير شمس الدين كرتيه (١).

مات فى هذه السنة بغزة، ودفن بها، وكان أميرا كبيرا، شجاعا مقداما، تترى الجنس.

الأمير بدر الدين (٢) الدوادارى يعرف بالمغربى، كان أصله من المغرب، وعمل دوادارا للسلطان لاجين، وكان على عمارة جامع أحمد بن طولون، وكانت له معرفة وخبرة، ومن غريب ما اتفق له أن كاتب السر القاضى شرف الدين ابن فضل الله كان قد مرض وانقطع أياما؛ فأمر السلطان للدوادارى هذا أن ينزل إليه ويسلم عليه من جهة السلطان، فنزل إليه فوجده على غاية ما يكون من الضعف،


(١) ورد اسمه «أقسنقر كرتيه» فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨١.
وله أيضا ترجمة فى: زبدة الفكرة - مخطوط ج‍ ٩ ورقة ٢٠٥ ب.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: السلوك ج‍ ١ ص ٨٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>