للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده عنه، فسيره صحبة الملك الناصر إلى الكرك، ثم نقله من بعد ذلك إلى طرابلس فتوفى بها (١).

وقال صاحب النزهة: كان فى الكرم والفتوة والمكارم السنية على جانب عظيم، وكان يميل إلى اللهو والطرب، مولعا بالشراب.

قال: والذى شاهدت من كرمه [١٩٢] أن السلطان أنعم عليه ليلة سفره بألف دينار، فحضرت مجلسه تلك الليلة فرأيته مغمرا بالطيّب، والبليبل شاعر السلطان ومغنّيه جالس عنده، فصار يغنى والذهب مسكوب بين يديه، فشرع يفرقه على من حضر فى مجلسه هذا، فأعطى المغنى المذكور ورفقته أكثر من غيرهم، وكان له بابا يخدمه من قديم الزمان، فقال له: أنت قد كبرت ولا تقدر تجئ معنا، فأعطى له ثلاثماثة دينار.

قال: وأعطانى تسعين دينارا، رحمه الله.

الأمير جمال الدين أقوش (٢) المغيثى، نائب البيرة (٣).

توفى فى هذه السنة، وكان كبير القدر، فارسا، شجاعا مقداما، أقام فى البيرة نائبا نحو أربعين سنة.


(١) «وله مسجد بالقرب من الميدان التحتانى بين القاهرة ومصر» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٢.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: نهاية الأرب - مخطوط ج‍ ٢٩ ورقة ١١١، السلوك ج‍ ١ ص ٨٧٩، تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ٢١٦.
(٣) البيرة: بين حلب والثغور الرومية - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>