للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل ليتزوجها، وأنه اتفق أنه قبض على جماعة من البحريّة وهو على أمّ البارد وأرسلهم إلى القلعة ليعتقلوا (١) بها، وكان منهم شخص يسمّى أيدكين الصالحىّ، فلما وصلوا تحت الشبّاك الذى تجلس فيه شجر [٣٧٦] الدر، قال لبعض الطواشية:

يا طواشى، خوند (٢) جالسة فى الشباك. قال: نعم، فخدم أيدكين المذكور برأسه ورفعها إلى الشباك، وقال لها بالتركى: المملوك أيدكين البشمقدار: والله يا خوند ما عملنا ذنبا يوجب مسكنا إلا أنه لما سيّر يخطب بنت بدر الدين لؤلؤ ليتزوجها ما هان علينا لأجلك، فإنا نحن تربية نعمتك ونعمة الشهيد المرحوم فعاتبناه على ذلك، ماترين؟ قال، قال: وأومأت بمنديل (٣) من الشباك، يعنى قد سمعت كلامك، فلما نزلوا بهم إلى الجب قال أيدكين: إن كان حبسنا فقد قتلناه (٤).

فلما رجع المعز أيبك من لعب الأكرة ودخل الحمام، رتبت شجر الدر له فى الحمام سنجر الجوجرى مملوك الطواشى محسن (٥) والخدام الذين كانت اتفقت معهم فقتلوه فى الحمام، وأرسلت فى تلك الساعة أصبع المعز أيبك وخاتمه إلى الأمير


(١) كان من بينهم «برى بلجك» جد المؤرخ ابن أيبك الدوادارى - كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣١.
(٢) «خونده» فى الأصل، والتصحيح من كنز الدرر.
(٣) «بمقدار» فى الأصل، والتصحيح من كنز الدرر.
(٤) كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣١.
(٥) «مملوك الفارس أقطاى» - النجوم الزاهرة ج‍ ٦ ص ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>