للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على العسكر الحموى، ولم يقف، وتمت الهزيمة على ميمنة المسلمين من ميسرة العدو.

وأما ميسرة الإسلام فإنها صدمت ميمنة [١٩٥] العدو فقلقلتها وفرقت شملها.

ولما عاين قازان انهزام ميمنته اعتزل فى نحو ثلاثين فارسا وأخذ عن جيشه جانبا، ثم ركبت أخرياتهم الذين لم يركبوا فى الصدمة الأولى وردّوهم وقوّوهم، فانكسر المسلمون، {(إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)} (١).

وكان السلطان الناصر قد انعزل فى جمع قليل من المماليك، ومعه من الأمراء حسام الدين الأستادار لا غير، فكان يبكى وينظر إلى السماء ويقول: يا ربّ لا تجعلنى كعب الشؤم على المسلمين (٢)، ويدعو الله تعالى ويتضرع إليه ويريد أن يلقى نفسه بين القوم وحسام الدين الأستادار يردّه ويمنعه.

وقال صاحب النزهة: وكان الذى مع السلطان فى ذلك الوقت اثنى عشر مملوكا من الشباب، وكنت أنا الثالث عشر.

وقال بيبرس فى تاريخه: لما انهزمت المسلمون وولّوا تفرقت عساكرهم المجتمعون، ونهب العدو الخيول والعدد والخزائن والأسلحة، وتبعوهم إلى حمص ونزلوا عليها، ففتحها لهم متوليها بالأمان وهو محمد بن الصارم، وأخذوا الدهاليز السلطانية والبيوتات والوطاقات (٣) ورحلوا إلى دمشق.


(١) جزء من آية رقم ١٥٦ من سورة البقرة رقم ٢.
(٢) «يا رب، لا تجعلنى كعبا نحسا على المسلمين» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٧.
(٣) «وبها الخزائن السلطانية وأثقال العسكر» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٩.
وطاق - وطاقات: لفظ تركى بمعنى الخيمة - محيط المحيط.

<<  <  ج: ص:  >  >>