وأسر التتار عامة العوام والأتباع والغلمان والرعاع (١).
وقال صاحب النزهة: واستشهد أيضا علاء الدين على بن الشيخ الصالح إبراهيم الجعبرى.
وقال: وأما الأمير بدر الدين بيليك الطيار فإنه قتل فى طريق بيسان، فإنه لما انهزم العسكر - وكان من أمراء دمشق - أخذ حريمه عند وصوله إلى دمشق وخرج بهم، وما زال إلى أن وصل حرة بيسان ونزل بأهله للراحة، وإذا بجماعة من المغل الذين كانوا صحبة مولاى قد أدركوه، وكان معه تقدير أحد عشر مملوكا، فلما رآهم وقد قصدوه ركب، وأخذ رمحه بيده، وشدّ لحريمه خيلا فأركبهم عليها، وسيّر معهم ستة أنفس، وقال: انجوا بأنفسكم وها أنا واقف إلى أن تبعدوا. فقالوا: يا خوند إرجع معنا لعلنا أن نفوتهم. قال:
لا والله ما أنهزم قدامهم ولكن أموت ولا أمكنهم يصلون إلى حريمى وعينى تنظر، فلما رآهم المغل عطفت طائفة منهم إليهم، فلما رآهم مال إلى نحوهم، ولما رأوه مقبلا إليهم ظنوا أنه يسألهم فى أمرهم إلى أن صار معهم، فطعن واحدا فأرماه، وطعن آخر أيضا فأخرج حدقته، وقتل آخر، وقد بهتوا لفعله، ثم تكاثروا عليه إلى أن أرموا فرسه، فوقع على الأرض، وجرح منهم آخر وهو راجل، ثم قتل رحمه الله شهيدا دون حريمه وماله، وكان هذا من جملة المماليك المنصورية، وكان صاحب مروءة ومكارم، وصاحب شجاعة وفروسية.
(١) هذا النص مختصر فى المطبوع من البداية والنهاية الذى بين أيدينا - انظر: البداية والنهاية ج ١٤ ص ٦ - ٧.