للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبره إلى دمشق صلّوا عليه صلاة الغائب فى جامع بنى أمية وسائر جوامع دمشق، وكذلك صلوا عليه صلاة الغائب بمصر.

وذكر فى النزهة أيضا: أن سيف الدين كرت نائب طرابلس قال للأمراء فى ذلك اليوم: ها أنا أحمل لعل الله يرزقنى الشهادة فى هذا اليوم، ثم التفت إلى الأمير جمال الدين قتال السبع وقال: يا أمير وصيتى [١٩٧] لك على أهل بيتى، فإنى والله ممن يستشهد فى هذا اليوم، فإنى رأيت رؤيا تدل على الشهادة: رأيت فى هذه الليلة طائر أخضر يرفرف على رأسى ويقول لى: أتل {(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا)} (١) الآية. فتلوتها إلى آخرها، ثم حملنى على جناحه الأيمن إلى أن وضعنى فى روضة خضراء، ثم انتبهت، فهذا يدل على الشهادة، ثم لما صدموا العدو كان هو أول من رمى فرسه بسهام كثيرة، فأصاب سهم منها نحره، فوقع إلى الأرض والسيف بيده مسلول يذبّ به عن نفسه إلى أن ضرب بسهم فسقط إلى الأرض، وقتل من مماليكه عليه نحو ستة عشر مملوكا، وجرح نحو اثنى عشر، وقتل من عسكر طرابلس فى تلك الوقعة ما ينيف على أحد عشر نفسا، وقتل من كل أمير جماعة من المماليك وجرح آخرون.

وجرح الأمير بدر الدين أمير سلاح بضربة سيف فى يده، وجرح الأمير جمال الدين قتال السبع فى فخذه، ولما نظر أمير سلاح إلى الهزيمة ورأى جرحه بكى بكاء شديدا وقال لمماليكه: هاتوا لى حصانى الدويك، وكان قد اشتراه


(١) آية رقم ٨ من سورة آل عمران رقم ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>