للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بثلاثمائة دينار، وحياصة (١) ذهب قيمتها مائتا دينار، وخلعة أطلس، وكلوتاة (٢) زركش، ثم بعد أيام رأى بائع الفرس المذكور - وهو راكب عليه - فقال له: طاب خاطرك بالثمن الذى دفعته إليك. فقال: والله ياخوند كان أملى فيه أكثر من ذلك الثمن. فلما سمعه يقول ذلك قال له: امش معى إلى البيت، فمشى معه حتى أتى داره، فخلع عليه خلعة بكلوتاة وحياصة ذهب وأعطاه ثلاثمائة دينار، وكانت هذه القضية فى دولة كتبغا (٣)، فبلغ ذلك بتخاص والأزرق وغيرهما فصار كل واحد منهم يسأله ويطلب منه هذا الفرس إنعاما عليه، فيبعث إلى كل منهم حصانا مشتراه خمسة آلاف درهم وصحبته خمسة آلاف درهم ويقول له: إنى قد حبست هذا الفرس فى سبيل الله يركبه الغزاة والمجاهدون فى سبيل الله، ثم إن مماليكه أحضروا الفرس المذكور فى ذلك اليوم لما طلبه، وكان جنيبا مع أحد الأوشاقية (٤) فقال له مماليكه: يا خوند هذا فرس قوى شديد وأنت اليوم تضعف عن ردّ عنانه لما فيه من القوة، وكان من شدته رتب له أوشاقيا


(١) الحياصة: الحزام أو المنطقة، ومنها ما يكون من ذهب مرصع بالفصوص، ومنها ما ليس كذلك - صبح الأعشى ج‍ ٢ ص ١٣٤.
(٢) كلوتة - كلوتات: غطاء للرأس - انظر صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٦، ٢٩، المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٩٨.
(٣) هو: كتبغا بن عبد الله المنصورى، السلطان الملك العادل زين الدين التركى، سلطان الديار المصرية، ثم نائب صرخد، ثم حماة، توفى سنة ٧٠٢ هـ‍/ ١٣٠٢ م - انظر مايلى فى وفيات سنة ٧٠٢ هـ‍.
وكانت دولة كتبغا فى الفترة من ٩ محرم ٦٩٤ هـ‍ وحتى خلع فى ٢٢ محرم سنة ٦٩٦ هـ‍ - انظر عقد الجمان ج‍ ٣ ص ٢٦٧ - ٣٤٧.
(٤) الأوشاقية (الأوجاقية): واحدها أوشاقى (أوجاقى)، وهو الذى يتولى ركوب الخيل للتسيير والرياضة - صبح الأعشى ج‍ ٥ ص ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>