الدعاء والإسراع، وقيل: إنه كان مشغول الدماغ ولم يعلم بما جرى، ولو علم كان قتل جماعة من المغل، فيحصل بذلك فتنة وتفريق كلمة، فاجتمع تقى الدين بالوزير ابن سعد الدولة ورشيد الدولة [٢٠٤] وتحدث معهما، فذكر أن جماعة من مقدمى المغول الأكابر لم يصل إليهم شئ من مال دمشق ولا بد من إرضائهم، فدخل الشيخ تقى الدين البلد، وقد ضاق الأمر بالناس، وهم فى شدة عظيمة، واشتاع بينهم أن قازان يريد الدخول إلى البلد، وقد جعل ما فيه للمغول خاصة، فضاقت صدور الناس، وقيل لهم: من لم يخرج من البلد ندقه فى عنقه، ومن أراد الخروج فليخرج إلى الصالحية، وكان هذا الكلام من جهة شيخ الشيوخ، ثم حمل حوائجه وخرج من العادلية، فقالت الناس: لو لم يكن الخبر صحيحا لما خرج مسرعا، فلما كان آخر النهار رجع بعض حوائجه وحضر إليه أعيان البلد وقالوا: إن رسم السلطان أن يضع على البلد شيئا معلوما سعينا فى استخراجه، ويكون مثل الشراء عن السلطان ويمنّ السلطان بالعتق على المسلمين، وكان قد قتل فى هذه الليلة رجلان من متولى أمر المناجيق من جهة أهل القلعة، وكان السلطان غضب من ذلك غضبا شديدا.
وقال الشيخ وجيه الدين بن منجى: أنا أبذل جميع ما أملكه من العين.
وقال الرئيس عز الدين بن القلانسى: قد أخذ منا شئ كثير، ولم يبق إلا أن يموت بعضنا على بعض، كل هذا وشيخ الشيوخ ساكت مصمم لا يفرج كربة عن مسلم، ولكن اشتدّ الطلب من الناس فقرّر على سوق الخوّاصين مائة ألف وثلاثون ألف من الدراهم، وعلى سوق الرمّاحين مائة ألف درهم، وعلى سوق علىّ ستون ألف (١) درهم، وعلى أكابر البلد ثلاثمائة ألف دينار، وجبيت من حساب