للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيمرى (١)، وكسروا الأبواب والشبابيك، وصعدوا إلى مغارة الدم، وإلى مغارة الجوع، ولم يعص عليهم موضع، ودخلوا إلى جامع الحنابلة، وأخذوا بسطه وكسروا القناديل والمنبر، ودخلوا فى مدرسة الشيخ ضياء (٢) فنهبوها، وأخذوا من الصالحية من المطعومات والقمح والشعير والدفائن والذخائر شيئا كثيرا حتى كان الواحد يأتى إلى الخبيئة كأنه هو الذى خبأها من سرعة هدايته إلى مكانها.

وبلغ الناس بالبلد ما جرى بالصالحية، فشق عليهم، وتوجه الشيخ تقى الدين ابن تيمية وجماعة إلى شيخ الشيوخ الذى نزل بالعادلية وشكوا إليه الحال، فخرج معهم إلى الصالحية، فسمع التتار بخروجه فهربوا، ودخل أكثر الناس عرايا عليهم الجوالق والبلاسات، واشتد الأمر وسار التتار إلى قرية المزة (٣)؛ وكان أكثر أهلها لم ينتقلوا عنها فنهبوها، وسبوا أهلها، وفعلوا بها كما فعلوا بالصالحية؛ ثم ساروا إلى داريا فاحتمى أهلها بالجامع، فلم يزالوا حتى دخلوه وفعلوا كما تقدم؛ وقتل من التتار جماعة من أهل داريا جماعة.

ثم خرج الشيخ تقى الدين بن تيمية إلى مخيم السلطان الذى يسمونه الأردو؛ وكان بتّل راهط، فدخل عليه ولم يمكّن من الإعلام كما ينبغى، بل أذن له فى


(١) البيمارستان القيمرى بدمشق: بسفح قاسيون، أنشأه يوسف بن موسك القيمرى الكردى، الأمير سيف الدين أبو الحسن، المتوفى سنة ٦٥٤ هـ‍/ ١٢٥٦ م - الدارس ج‍ ٢ ص ٢٧١ - ٢٧٢.
(٢) هى: المدرسة الضيائية المحمدية بدمشق، بسفح قاسيون شرقى الجامع المظفرى، أنشأها الشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسى الحنبلى، المتوفى سنة ٦٤٣ هـ‍/ ١٢٤٥ م - الدارس ج‍ ٣ ص ٩١.
(٣) المزة، قرية كبيرة وسط بساتين دمشق - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>