للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورفيقه، ثم اتضح (١) له أنهما قد أضمرا السّوء، وأنّ طرنطاى ضربته الصاعقة فيما مضى من الزمان فلا يصلح أن يدخل بين يدى القان، وأنّ رفيقه شجاع الدين رئيس طبيب ساحر، وقد أخذ صحبته شيئا من السمّ القاتل يغتال به منكوقان، فأرسلنا نحن عوضا منهما وأمر بردّهما.

فلما سمع بايطو مقال الصاحب ورفقته ظنه حقّا، فأمر بإحضار طرنطاى ورفيقه، وأن يفتش ما صحبتهما من القماش والزاد وغيره، ليظهر السمّ الذى معه، فكبست خيمة شجاع الدين الرئيس (٢) [٣٧٩] وحمل ما وجد، فكان من جملته برانى شراب وعقاقير الأدوية وشئ من المحمودة (٣)، فألزموه بالأكل من جميعها، فأكل حتى انتهوا إلى المحمودة أمروه أن يأكل منها فأبى، وقال: إن أكلت من هذه متّ، فقالوا: هو السمّ الذى قيل فيه إنه معكما، وسألوا الأمير سيف الدين طرنطاى: ما هذا السمّ؟ ولم حملتماه؟ ومن الذى تقصدان أن تغتالا به وتقتلاه؟ فأجاب: بأنه لا علم له بأمره، وإنما يسأل عنه من وجد معه، فرسم بايطو بأن يقرر شجاع الدين بالضرب ليلطلعهم على الأمر، فقال لهم: اطلبوا الأطبّاء إلى هاهنا، وأروهم هذا النوع واسألوهم عنه، فإن ذكروا أنه سمّ قاتل، فأنا خائن خاتل، وإن قالوا: إنه دواء يتخذه الناس ويستعملونه لعلاج الأمراض، فهؤلاء القوم ذو أغراض.


(١) «أفصح» فى الأصل، والتصحيح من نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١٠٨.
(٢) «رئيس» فى الأصل.
(٣) «السقمونيا» - فى نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>