للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدر الله من المعجز النبوى المصطفوى المحمدى على صاحبه الصلاة (١) والسلام أننا من أولاد جنكز خان الأعظم الذى تحت حكمهم معظم الأقاليم العظيمة دخلنا فى هذا الدين القويم والصراط المستقيم بغير تكليف، بل جلا نور هداية الحق ودين النبى المصطفى على قلوبنا، وكرّمنا الله بالإسلام، وفضلنا بالعدل والإحسان، ورسخ فى قلوبنا محبة الدين الحنيفى، ووفقنا الله تعالى بالجهاد فى قتل المشركين وعبدة الأوثان والمخالفين، وهدم بيوت الأصنام ودفع شر الظالمين، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما أمر الله فى محكم كتابه: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ} (٢) الآية. فأمرنا فى الممالك كلها ببناء المساجد ونصب المنابر وإقامة الصلوات وإيتاء الزكاة (٣)، ونهينا عن أخذ الربا (٤)، ومنعنا من سائر أنواع الظلم والخطأ، فإن الظلم مرتعه وخيم، وقررنا فى بلاد الإسلام الأموال المقننة لمصالح عساكر الإسلام عند المجاهدة فى سبيل الله عز وجل، حسبما اقتضاه الشرع المطهر بلا إحداث قاعدة ولا حيف ولا عدوان ولا تطاول على أحد من المسلمين، واجتهادنا فى استخدام هذه المعانى زائد عن الحد، {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللهُ} (٥).

وحيث آباؤنا وأجدادنا سمّونا غازان، كان ذلك بتقدير الله عز وجل فى الأزل فى الإلهام الإلهى الملهم بالتلقيب لهذا الاسم الذى هو مشتق من الغزو،


(١) «الصلوة» فى الأصل.
(٢) جزء من الآية رقم ٩٠ من سورة النحل رقم ١٦.
(٣) «الزكوة» فى الأصل.
(٤) «الربوا» فى الأصل.
(٥) الآية رقم ٤٣ من سورة الأعراف رقم ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>