للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوجبنا على أنفسنا الغزو والجهاد، وقمع المشركين والخوارج والمتمردين والظالمين، وسمعنا أن أهل مصر والشام الذين أمسى منهم مسلمون مالهم عهد ولا ميثاق ولا أمانة ولا ديانة، ويأخذون أموال المسلمين، ويقصدون دماءهم (١)، توجهنا قاصدين دمارهم لدفع الحركات الرديّة البادية منهم، وإثباتهم على دين الإسلام ليكونوا هم وذرياتهم مفلحين من أهل الجنة، ويحصل لنا ثواب الاجتهاد، ويردّهم السؤال فى معنى خللهم وزللهم فى دين الإسلام. والجواب أنهم لما تحققوا أننا أولاد سلاطين ربع أقاليم الأرض، وإنا مسلمون ومعاونون دين الإسلام يجب على كل أحد [٢١٠] مطاوعتنا، اقتداء بكلام الله عز وجل: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ،} (٢) فحيث عصى من عندنا سولتمش، [وانخرط فى الخوارج والمرتدين] (٣)، وأقدم على إيذاء المسلمين ببعض بلاد الروم، وتخريب بيوتهم، ونهب أموالهم، هرب من عسكرنا المنصور، وتوجه إلى تلك البلاد، كانت الشريعة النبوية والشفقة الإسلامية تقتضى أن تمسكوه وتبعثوه مغلّلا بالحديد، مسلسلا إلى عتبتنا العالية، فتغافلتم وتهاونتم عن هذا، بل زودتموه بالعساكر والأنعام والنجدة إلى فوج من التركمان، ووعدتموه مواعيد عرقوب حتى يقع القتال بين المسلمين من عسكرنا المغول [وساكنى بلاد الروم، وعسى ما بلغهم أن جميع عسكرنا من


(١) يشير بذلك إلى إغارة العسكر الحلبى على ماردين سنة ٦٩٦ هـ‍، انظر ما سبق بالجزء الثالث من هذا الكتاب ص ٣٦٥ وما بعدها.
(٢) الآية رقم ٥٩ من سورة النساء رقم ٤.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>