للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغول (١)] والأيغورية والقفجاق والخطائية، وكل من كان بعد هذا من اختلاف الملل دخلوا كافة وطرا بصدق النية فى الإسلام، وأدركهم بتوفيق الله حسن الاتفاق، وارتضعوا أفاويق الوفاق، ونحن كأسنان المشط فى الاستواء والنفس الواحدة فى التئام الأهواء، وما كان فينا من لم يؤمن بربّه الأعلى ونبيه المصطفى، وعاش (٢) على دين المغول ثمانين عاما، فإنه فى هذه السنة آمن بالله والملة الحنيفية ودخل فى زمرة المهتدين والحمد لله رب العالمين.

وإذا كنتم متهاونين فى قضية سولتمش وسائر الطاغين (٣)، فالله تعالى الذى هدانا للصراط المستقيم ردّه مقيدا (٤) مكبلا على يد أقل مملوك من مماليكنا، فجاءوا به إلى عتبتنا العالية لما أنعم الله علينا بالدين القويم، ووفقنا لتشييد قواعد سنن رسوله الكريم، وأرشدنا فى عنفوان الصّبا وريعان الحداثة للانخراط فى سلك أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه الكرام، عسى لم يعجبكم تقوية دين الله عز وجل التى نحن مصرّون عليها. ولو وصل لأجل هذا لقلوبكم البهجة والسرور لشكرتم الرحيم الغفور، وبعثتم من يهنئنا بدخولنا فى دين الحق من إخوانكم وأقاربكم، فما فعلتم من هذا شيئا (٥)؟ ألا إن من اعتصم بالله كفاه.

وأيضا من أفعالكم المذمومة أن تنصبوا فى كل شهر وعام سلطانا، وتبايعون وتحلفون على طاعته والإعراض عن مخالفته، ثم تخالفونه بعد قليل، وتقتلون


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) «إلا مرليه فإنه عاش» - فى زبدة الفكرة.
(٣) هكذا بالأصل.
(٤) «رده الله مقيدا» - فى زبدة الفكرة.
(٥) «فما فعلتم شيئا من هذا» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>