للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذوى الأمر منكم خلافا لما أمر الله فى كتابه العزيز بطاعة أولى الأمر منكم.

وتنقضون ميثاقكم، ولم توفوا بعهدكم حتى تصيروا من {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ، وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} (١)، وأى جرح أقبح من هذا.

وأما سائر أخلاقكم وعدم مشروعيتها فهى واضحة غير خافية، ومستغنية عن الشرح والتفصيل. فقد وافقنا مع عمنا (٢) خان الأعظم وسائر أعمامنا وإخوتنا وعشائرنا فمنهم: قايدو، ونوقاى. وتوفتا، وقرمجى، [وطو] (٣)، وغيرهم، وها نحن متوجهون بأنفسنا إلى تلك البلاد بالعساكر الكثيرة التى ما لها نهاية ولا حدّ، والكتائب الجرارة التى لا تحصى ولا تعدّ، ومن ولاية الإفرنج والروم والتكفور وديار بكر وبغداد بعثوا أفواجا كثيرة لا تعد، وجما غفيرا لنهدى بهم سهيل الرشاد، وندفع عن سائر المسلمين الشر والفساد.

[٢١١] فإن كنتم تتبعون الهدى وتستقبلون عساكرنا المنصورة، فنحن فى هذه النهضة الميمونة عازمون على أن لا يصدر عن أمرنا المطاع إلاّ إطفاء النائرة، ومحافظتهم فى الأمن والأمان، ليستريح المسلمون فى عهد الشفقة والإحسان، تعظيما لأمر الله وشفقة على خلق الله، وقد حرمنا على عساكرنا المنصورة التعرض إلى نفوس المسلمين والطموح إلى أموالهم، فإن لم تسمعوا ما رسمنا ونصحنا:

ف‍:

السيف أصدق أنباء من الكتب … فى حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب


(١) الآية رقم ٢٧ من سورة البقرة رقم ٢.
(٢) «قاآن» - فى زبدة الفكرة.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>