للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان ويستعيذون مما صدر عنهم مما قدّره الله عليهم. فلما وقعت الأمراء على ذلك اقتضى رأيهم أن يقيم السلطان على الصالحية إلى أن يشبع الصيد والتفرج، ثم إن شاء يدخل مصر وإن شاء يقيم هناك، وأن الأمراء يرحلون ويلاقون الأمراء الذين يحضرون، ثم رحلوا طالبين دمشق، فلما وصلوا إلى أرض عسقلان لاقوا قفجق ومن معه بين غزة وعسقلان. فلما تلاقوا ترجلوا كلهم وتعانقوا وتباكوا، ولم يزالوا حتى دخلوا دمشق، وكان يوم دخولهم نهارا عظيما وكان فى مستهل شعبان، وخرجت (١) سائر أهل دمشق ولاقوهم، وكان يوما مشهودا، ثم كتبوا كتبا لسائر النواب وأهل القلاع، وسيّروا بين يديه لسائر نواحى الشام وطرابلس وحماة وحمص وحلب، وللقلاع التى فى بلاد حلب نحو كختا وكركر وبهسنى وعينتاب وسائر النواحى، وجلبت أهل الضياع الخيرات من سائر النواحى، وجلب التركمان الأغنام؛ وكان سعر الغلة قد تحسن فوصلت الغرارة من القمح إلى ثلاثمائة، ثم انحط قليلا قليلا إلى أن بقيت الغرارة بمائة وخمسين، وكان الرطل من اللحم بدرهمين (٢)، وكثر الجلب، وطابت قلوبهم، ووقفت الدماشقة للأمراء واستغاثوا من جماعة منهم وافقوا المغل فى أخذ أموال الناس والأذى، وكانوا يدخلون معهم بيوت السعداء والأكابر من أهل دمشق ويأخذون أموال لهم ويعاقبونهم، فرسم الأمراء لوالى المدينة ووالى البرّ أن يحصّلاهم وكانوا قد أخفوا أنفسهم، فأخرجوهم من المواضع التى اختلفوا فيها، فلما أحضروهم أمروا بإشهارهم فكان منهم الشريف القمى، فرسم بتسميره


(١) هكذا بالأصل.
(٢) «وأبيع اللحم الضأن بدرهمين الرطل الدمشقى» - السلوك ج‍ ١ ص ٩٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>