للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات [٢٣٦] بالبقاع من أعمال بعلبك. ودفن بقاسيون بتربته، وكان قد ولى ولايات بالبرّ، ثم نقل إلى ولاية المدينة، ثم ولاية البرّ، ثم جعل أمير طبلخاناة، فمكث قليلا ومات، وكان مشكورا فى ولايته، وعنده شهامة ونهضة وكفاية.

الأمير الكبير العالم المحدث أبو موسى سنجر (١) الدوادارى التركى البرنلى.

مولده فى سنة نيف وعشرين وستمائة، وقدم من بلاد الترك فى حدود الأربعين وستمائة، وكان عبس الشكل، كبير الوجه، خفيف اللحية، صغير العينين، ربعة من الرجال، حسن الخلق والخلق، مهيبا فارسا شجاعا، دينا، عالما فاضلا، حسن الخط، حافظا لكتاب الله تعالى، قرأ القرآن على الشيخ جبريل الدلاصى وغيره، وحفظ الإشارة (٢) فى الفقه لسليم الرازى. وكتب بخطه، وحصّل الأصول، وكانت له عناية بالحديث وسماعه، سمع كثيرا، وخرج له المزّى جزأين عوالى، وخرّج له ابن الظاهرى، وحج ستّ مرات.

وكان من الأمراء الظاهرية، ثم نقل إلى حلب، ثم قدم إلى دمشق، وكان من أصحاب سنقر الأشقر، ثم مسك، ثم أعيد إلى رتبته، ثم أعطى تقدمة ألف، وزادت رتبته فى دولة لاجين المنصور، وقدّمه على الجيش فى غزوة سيس، وكان


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى ج‍ ٦ ص ٦٨ رقم ١١٠٩، درة الأسلاك ص ١٤٧، تالى كتاب وفيات الأعيان ص ٨٧ رقم ١٢٨، الوافى ج‍ ١٥ ص ٤٧٩ رقم ٦٤٤، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٤٤٩، السلوك ج‍ ١ ص ٩٠٥، تذكرة النبيه ح‍ ١ ص ٢٢٨، كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٤٠.
(٢) هو كتاب «الإشارة فى الفروع لمؤلفه سليم بن أيوب بن سليم الرازى، أبو الفتح، الفقيه الشافعى» المتوفى سنة ٤٤٧ هـ‍/ ١٠٥٥ م - هدية العارفين ج‍ ١ ص ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>