حسام الدين بلال (١) الطواشى المغيثى، خادم الملك المغيث صاحب الكرك.
مات فى هذه السنة، وخدم الملك الصالح، وكان معظما فى الدولة المصرية يجلس فوق الأمراء كلهم.
وقال صاحب النزهة: وعاينته يجلس فوق البيسرى وسنقر الأشقر على باب القبة، وكان السلطان الملك المنصور سلّم إليه الملك الصالح علاء الدين وقال له:
هذا ولدك ربّه، وكان مقيما فى القلعة بدار الملك الصالح أستاذه، وكان له أوقاف على تربة النبى صلى الله عليه وسلم، وأوقاف على عتقائه وأولادهم، ولما توفى أثبت مجد الدين بن الخشاب أن بعض الأوقاف التى أوقفها كان فى غير عقله وأنه كان مخبلا فى ذلك الوقت وأخذ منها ما اختاره، وكانت له مكارم، وقصده [٢٣٧] الشعراء ومدحوه، وكان يهب لهم ويعطيهم، وامتدحه فى وقت شرف الدين القدسى الكاتب بقصيدة مطولة منها:
ما رأيت الناس مثل حسنك لا لا … هكذا هكذا وإلا فلالا
فتبسم وقال: يا شرف الدين بعد الثمانين يكون الحسن، والله أسرفت فى التجمل. فقال له: يا سيدى أحسن الشعر ما كذب الشاعر فيه، فأعجبه ذلك ورسم له بخمسمائة درهم.
وكان قد خرج من مصر على نيّة الجهاد، فأدركه مرض منعه أن يحضر المصاف، وبقى إلى أن رجع العسكر فركّبه مماليكه إلى أن وصل منزلة السوادة، فتوفى بها ودفن هناك، ونقل بعد شقحب إلى مصر ودفن بتربته بالقرافة.
(١) وله أيضا ترجمة فى: العبر ج ٥ ص ٣٩٦، شذرات الذهب ج ٥ ص ٤٤٦، السلوك ج ١ ص ٩٠٥.