للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم بلغنا بعد عودنا إلى بلادنا، أنهم ألقوا فى قلوب العساكر والعوام، وراموا جبر ما أوهنوا من الإسلام، أنهم فيما بعد يلتقونا (١) على حلب أو الفرات، وأن عزمهم مصر على ذلك لاسواه، فجمعنا العساكر وتوجهنا للقياهم، ووصلنا (٢) [٢٤٤] الفرات مرتقبين ثبوت دعواهم، وقلنا لعلهم وعساهم، فما لمع لهم بارق، ولا ذرّ لهم (٣) شارق، فتقدّمنا إلى أطراف حلب، وتعجبنا من بطائهم (٤) غاية العجب، فبلغنا رجوعهم بالعساكر، وتحققنا نكوصهم عن الحرب. وفكرنا أنه متى (٥) تقدّمنا بعساكرنا الزاخرة (٦)، وجموعنا العظيمة القاهرة، ربما أخرب البلاد مرورها، وبإقامتهم فيها فسدت أمورها، وعم ضرر (٧) العباد، وخراب (٨) البلاد، فعدنا بفتيا (٩) عليها، ونظرة لطف من الله إليها.

وها نحن أيضا الآن مهتمون بجمع العساكر المنصورة، ومشحذون غرار عزماتنا المشهورة، ومستعملون (١٠) المجانيق وآلات الحرب، وعازمون بعد الإنذار، {(وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً)} (١١).


(١) «يلقوننا» فى زبدة الفكرة.
(٢) «ووصلنا» مكررة فى بداية الورقة التالية.
(٣) «لهم» ساقط من زبدة الفكرة.
(٤) هكذا بالأصل.
(٥) «متى» ساقط من زبدة الفكرة.
(٦) «الباهرة» فى زبدة الفكرة.
(٧) «الضرر» فى زبدة الفكرة.
(٨) «الخراب» فى زبدة الفكرة.
(٩) «بفتى» فى الأصل.، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(١٠) «ومشتغلون بصنع» فى زبدة الفكرة.
(١١) جزء من الآية رقم ١٥ من سورة الإسراء رقم ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>