للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد سيّرنا حاملى هذا الفرمان الأمير الكبير ناصر الدين (١) بن على خواجا، والإمام العالم ملك القضاة كمال الدين موسى بن يونس، وقد حملناهما كلاما يشافهانهم بهن (٢)، فليثقوا بما تقدمنا به إليهما، فإنهما من الأعيان المعتمد عليهما، لنكون كما قال الله تعالى: {(قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ} (٣)، فتعدّون (٤) لنا الهدايا والتحف، فما بعد الإنذار من عاذر، وإن لم تداركوا (٥) الأمر فدماء المسلمين وأموالهم مطلوبة بتدبيرهم، ومطلوبة منهم عند الله على طول تقصيرهم.

فليمعن السلطان لرعيته النظر فى أمره، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

«من ولاّه الله أمرا من أمور هذه الأمة واحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلّته وفقره (٦)». وقد أعذر من أنذر، وأنصف من حذّر، {وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى} (٧).


(١) «بن» ساقط من زبدة الفكرة.
(٢) «يشافههم به» فى زبدة الفكرة.
(٣) الآية رقم ١٤٩ من سورة الأنعام رقم ٦.
(٤) «فتعدوا» فى زبدة الفكرة.
(٥) «تتداركوا» فى زبدة الفكرة.
(٦) قال عليه الصلاة والسلام: «من ولاه الله عز وجل شيئا من المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره» - انظر سنن أبى داود ج‍ ٣ باب «فيما يلزم الإمام من أمر الرعية» ص ١٣٥ حديث رقم ٢٩٤٨.
(٧) جزء من الآية رقم ٤٧ من سورة طه رقم ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>