للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلما مرّ بى مرد أقول لهم … قفوا (١) انظروا وجه هذا الحرّ و (٢) اعتبروا

هذا الذّى قد سرت يا صاحبىّ له … بقبح سيرته بين الورى سير

قد كان شكلا نقى الخد معتدلا … كأنه غصن بان فوقه قمر

ذا حمرة وبياض فوق وجنته … لها اجتماع بطرف زانه الحور

وحكمه نافذ فى عاشقيه فلا … يخالفون له أمرا إذا أمروا

فعاد لحيان فانفلّ الجماعة إذ … رأوا طريقا إلى السلوان وانتصروا

وعاد فى قبضهم لا شكر (٣) … جودلة

الأفراح والدمع من عينيه منهمر

يبكى على ما مضى من حسنه اسفا … وعسكر الشعر من خدّيه معتكر

لا يستطيع له ردّا وكم حرصوا … بردّ ذلك أقوام فما قدروا

فهذه الموتة الأولى تجرّعها … فصار أولى من الدنيا به الحفر

فاقرأ على نعشه آخر سبأ فلقد … جاءت بما يقتضى أحواله السور

إذ كان حاحبه نونا وناظره صادا … وعشّاقه من حوله زمر

إذا رأى عاشقا فى النازعات غدا … ما بعدها وهو قد أودى به الضرر

فعاد والليل يغشى نور طلعته … وزال عن عاشقيه الهم والحصر

هذا جزاؤك يا من لا وفاء له … والعاشقون لهم طوبى بما صبروا (٤)


(١) «قف» فى الأصل، والتصحيح من شذرات الذهب.
(٢) «هذا الكيس» فى شذرات الذهب.
(٣) «لا شك» فى شذرات الذهب.
(٤) انظر بعض الأبيات الواردة هنا فى شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٤٥٦، وفى فوات الوفيات ج‍ ١ ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>