للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاتفق اللقاء بمن حضر من عساكرنا المنصورة، وثوقا بقوله تعالى: {(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً)} (١)، وإلا فأكابركم يعلمون وقائع الجيوش الإسلامية التى كم وطئت موطئا يغيظ الكفار، فكتب لها به عمل صالح، وسارت فى سبيل الله يفتح الله عليها أبواب المناجح، وتعدّدت أيام نصرتها التى لو دققتم الفكر فيها لأزالت ما حصل عندكم من لبس، ولما قدرتم أن تنكروها، وفى تعب من يجحد ضوء الشمس، وما زال الله لها نعم المولى ونعم النّصير، وإذا راجعتموهم قصّوا عليكم نبأ النصرة: {(وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)} (٢).

وما زالت تتفق الوقائع بين الملوك والحروب، وتجرى المواقف التى هى بتقدير الله فلا فخر فيها للغالب ولا عار على المغلوب، وكم من ملك أستظهر عليه ثم نصر، وعاوده التأييد فجبره بعد ما كسر، خصوصا ملوك هذا الدين، فإن الله تكفّل لهم بحسن العقبى فقال سبحانه: {(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)} (٣).

وأما إقامتهم الحجة علينا، ونسبتهم التفريط إلينا، كوننا لم نسيّر إليهم رسولا عند حلولنا بدمشق، فنحن عندما وصلنا إلى الديار المصرية لم نزد على أن اعتددنا وجمعنا جيوشنا من كل مكان، وبذلنا فى الاستعداد غاية الجهد والإمكان، وأنفقنا جزيل الأموال فى جمع العساكر والجحافل، ووثقنا بحسن الحلف لقوله تعالى {(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ)} (٤).


(١) جزء من الآية رقم ٢٤٩ من سورة البقرة رقم ٢.
(٢) جزء من الآية رقم ١٤ من سورة فاطر رقم ٣٥.
(٣) جزء من الآية رقم ١٢٨ من سورة الأعراف رقم ٧.
(٤) جزء من الآية رقم ٢٦١ من سورة البقرة رقم ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>