للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما خرجنا من الديار المصرية بلغنا خروج الملك من البلاد، لأمر حال بينه وبين المراد، فتوقفنا عن المسير توقف من أغنى رغبة عن حث الركاب، وتلبثنا تلبث الراسيات، {(وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ)} (١) وبعثنا طائفة من العساكر لمقابلة من أقام بالبلاد، فما لاح لهم منهم بارق ولا ظهر، وتقدمت فلحقت (٢) من حمله على التأخير الغرر، ووصلت الفرات فما وقعت للقوم على أثر.

[٢٥٤] وأما قولهم إنا ألقينا فى قلوب العساكر والعوام أنهم فيما بعد يلتقوننا على حلب أو الفرات. وأنهم جمعوا العساكر ورحلوا إلى [الفرات وإلى] (٣) حلب مرتقبين وصولنا، فالجواب عن ذلك أنه من حين بلغنا حركتهم جزمنا، وعلى لقائهم عزمنا، وخرجنا وخرج أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله ابن عم سيدنا رسول الله، [صلى الله عليه وسلم (٤)]، الواجب الطاعة على كل مسلم، المفترض المبايعة والمتابعة على كل معترض (٥) ومسلّم، طائعين لله ولرسوله فى أداء فرض الجهاد، باذلين فى القتال (٦) بما أمرنا الله غاية الاجتهاد، لا يتم أمر دين ولا دينا إلا بمتابعته (٧)، ومن والاه فقد حفظه الله وتولاه، ومن عانده أو عاند من أقامه فقد أذلّه الله،


(١) جزء من الآية رقم ٨٨ من سورة النمل رقم ٢٧.
(٢) «فتخطفت» - فى زبدة الفكرة.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) «منازع» - فى زبدة الفكرة.
(٦) «فى القيام» - فى زبدة الفكرة.
(٧) «إلا بمشايعته» - فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>