للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدميهم فى الفرار، وفر معه منهم زهاء عشرين ألفا، ثم افترق التتار ثلاث فرق: الأولى فرقة فيها جوبان فى زهاء ثلاثين ألفا، والثانية فرقة فيها قطلوشاه ومعه تقدير ثلاثين ألفا، والفرقة الثالثة كانت مع طيطق تقدير عشرين ألفا، فحملت العساكر عليهم فصيروهم رميما، وركبوا أكتافهم فغادروهم هشيما.

ولما كان من غد يوم الوقعة يوم الإثنين ثالث رمضان: جرد خيل الطلب فى الآثار، فكان فيها الأمير سيف الدين سلار، والأمير عز الدين أيبك الخزندار وتتابعت العساكر تقفو قفى التتار، وتأخذ من حماتهم وكماتهم الثأر بالبتّار، فامتلات من قتلاهم القفار، وأمسوا حديثا فى الأمصار، وعبرة لأولى الأبصار:

مضوا متسابقى (١) … الأعضاء فيهم

لأرجلهم بارؤسهم (٢) عثار

إذا فاتوا (٣) … السيوف تناولتهم

بأسياف من العطش القفار (٤)

وسرح السلطان واحدا من أسراهم ليخبرهم بماتم، وأرسل على يده كتابا تحدث فيه بنعمة ربه وما منحه من نصرة حزبه.


(١) «تتسابق» فى التحفة الملوكية.
(٢) «لأروسهم بأرجلهم» فى التحفة الملوكية.
(٣) «فات» فى التحفة الملوكية.
(٤) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤١ أ، ب. وانظر التحفة الملوكية ص ١٦٧ حيث يوجد بيتان آخران.

<<  <  ج: ص:  >  >>