للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: عاد السلطان إلى مصر مع العسكر فى يوم الثلاثاء (١) الثالث من شوال، ودخل القاهرة يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شوال مؤيدا منصورا، وزين له البلد، وكان يوما مشهودا (٢)، ويوم دخوله القاهرة كانت الأسارى بين يديه مقرنين فى الأصفاد، وسناجق بأيديهم منكوسة، وطبولهم معكوسة، وشق المدينة، ولما وصل السلطان إلى تربة والده الشهيد الملك المنصور قلاون ترجل ودخل إلى ضريحه وزاره ثم [٢٩٥] ركب والأمراء فى ركابه يمشون إلى أن طلع القلعة، وتحت حوافر فرسه شقق حرير مبسوطة.

وقال بيبرس فى تاريخه: وكانت مدة هذه السفرة السافرة عن وجه النجاح، المشرقة إشراق الصباح منذ استقلال ركابه وإلى حين إيابه تمانين يوما، وصل فيها إلى الشام وكسر عدوّ الإسلام، ورتب أحوال البلاد وأعاد النازحين بين الربى والوهاد (٣).

وقال صاحب النزهة: لما قدم السلطان إلى القاهرة خرج إليه سائر من كان فى مصر من الجند والعامة وسائر المتعيشين والحرافيش، ولم يبق فى البيوت من النساء والأطفال أحد، وبلغت بيوت الأرباع التى على طريقه كل بيت منها بمائة درهم وأكثر، وأقلها خمسون درهما (٤)، وكان عبوره من باب النصر


(١) إذا كان الثلاثاء ٢٣ شوال حسب ما ورد فى المصادر، فيكون رحيل السلطان يوم الأربعاء ثالث شوال.
(٢) إلى هنا ينتهى الخبر الوارد فى البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٢٦ - ٢٧.
(٣) لا يوجد هذا النص فى مخطوط زبدة الفكرة الذى بين أيدينا لوجود نقص فى أوراق المخطوط
(٤) المقصود: «وبلغ كراء البيت الذى يمر عليه السلطان من خمسين درهما إلى مائة درهم» انظر النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>