للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد تمت النعمى وضوعفت البشرى … وأظهر هذا الفتح فى الأوجه البشرا

فمن كان ذا ندر فهذا أوانه … ومن كان ذا وتر فقد أدرك الوترا

هناء هناء أيّها الناس فالهدى … علا الشرك والإيمان قد غلب الكفرا

ولما غزا غازان عقر ديارنا … وأعطاه من يعطى ومن يمنع النصرا

تمرّد طغيانا وتاه تجبرا … ولم يستبن نصحا ولم يستفق سكرا

وظنّ بأن لا غالبا لجنوده … ولا قاهرا حتّى فتكنا بهم قهرا

وراسلنا فى الصلح مكرا وخدعة … وأىّ امرئ يرضى الخديعة والمكرا

فسار له منّا رسول مذكّر … يحذّره العقبى فلم تنفع الذكرا

وعاودنا بغيّا وللبغى مصرع … فشاهد من إقدامنا الآية الكبرى

وأنصفت الأيام فى الحكم بيننا … وكانت له الأولى وكانت لنا الأخرى

هو الدهر لا يبقى على فرد حالة … فطورا يرى حلوا وطورا يرى مرا

رعى الله يوم المرج للترك أنفسا … تدرّعت الإقدام والبأس والصبرا

[٣٠٣]

غداة يرون القتل فى الله طاعة … صيام يودّون الحمام لهم فطرا

إذا ذكروا أحدا تمنّوا بأنهم … رأوا أحدا أو شاهدوا قبله بدرا

تنادوا وقالوا فى الثبات حياتنا … ومن ههنا نلقى النجاة أو الخسرا

وجاءت جيوش المغل كالرمل كثرة … وقد ملأت سهل البسيطة والوعرا

وأقبل سلطان الزمان محمد … يقود العتاق (١) الجرد والعسكر المجرا

فطارت قلوب المارقين مخافة … وذعرا ويا ما أقبل الخوف والذعرا


(١) «القباق» فى التحفة الملوكية، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>