للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأت سيّفا شهبا وبيضا قواضبا … وخطية سمرا وألوية صعرا

وحزبا من الأتراك شوسا ضراغما … يذودن عن مصر وعن ساكنى مصرا

وكان نهار السبت بالنصر شاهدا … صدوقا وكان الوقت قد زاحم العصرا (١)

فكّرت وكرّ المسلمون فلا تسل … لدى الروع عن بحر غدا صادما (٢) بحرا

ومدّ سواد النقع ليلا فأطلعت … ذبال القنى فى كل داجية فجرا

ولله (٣) … درّ الترك كم سفكت دما

وكم فلقت رأسا وكم طعنت نحرا

وكم طعنت بالسمر حتى تقصّفت … وكم ضاربت بالبيض حتى انثنت حمرا (٤)

أمالوا عروش الكافرين وكافحوا … عن الدّين يرجون المثوبة والأجرا

فذلّت وكان العزّ ملء رؤوسها … وقد أوطأتها الترك من بأسها جمرا

وولّت ولاذت بالجبال تحصّنا … ولولا تخاف القتل لاختارت الأسرا

وجافت رحاب الأرض من قتلائها … ولكنها طابت لنا شقها نشرا

ولمّا أتى الفتّاح بالفتح نحونا … شكرنا الذى يستوجب الحمد والشكرا

فحمدا لمن أعلى منار نبيّه … وشكرا لسلطان أباد العدى قسرا

أجلّ الملوك النّاصر بن قلاون … وأبركهم وجها وأرحبهم صدرا

لقد خلّف المنصور هديا وهيبة … ومنقبة طولى ومنقبة بكسرا

فلا زالت (٥) … الأقدار طوع مراده

ولا زال يعلو فوق هام السهى قدرا (٦)


(١) «قد أرحم» فى التحفة الملوكية، وهو تحريف.
(٢) «صازما» فى التحفة الملوكية.
(٣) «فلله» فى التحفة الملوكية.
(٤) «حسرى» فى التحفة الملوكية.
(٥) «ولا زالت» فى التحفة الملوكية.
(٦) يوجد عشرون بيتا من هذه القصيدة فى التحفة الملوكية ص ١٧٠ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>