للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفقيه عبد الواحد التبريزى - الخطيب (١) بعجلون - قصيدة منها:

الله أكبر: جاء النصر والظفر … والحمد لله، هذا كنت أنتظر

وأبرز القدر المحتوم بارئه … سبحانه بيديه النفع والضرر

وهوّن الصعب بالفتح المبين لكم … ربّ يهون عليه المقفل العسر

أين النجوم وتأثير القران وما … تخرّصوا فيه من إفك وما زجروا

قد دبّر الله أمرا غير أمرهم … وخاب ما زخرفوا فينا وما هجروا

[٣٠٤]

وأقبل العسكر المنصور يقدمه … من الملائك جند ليس تنحصر

كنانة الله مصر جندها ثبتت … لا ريب فيه وجند الله تنتصر

ثاروا سراعا إلى إدراك ثأرهم … وهجّروا فى طلاب المجد وابتكروا

وأسهروا أعينا فى الله ما رقدوا (٢) … أكرم بقوم إذا نام الورى سهروا

وأوجفوا نفرا بالخيل ملجمة … وبالركاب وما ملّوا ولا فتروا

حتى أتوا جلّقا (٣) … فى يوم ملحمة

فيه الأسود أسود الغاب تهتصر

والجو أغبر والتتار راجفة … مثل الجراد على الدنيا قد انتشروا (٤)

حتّى إذا عبّ مثل البحر جحفلنا … ومدّ قبضا على أعدائنا جزروا

لاذوا بشمّ شماريخ الجبال فما … حمتهم قلل منها ولا مغر (٥)

ومزّقوا شذرا بين الزحام فكم … شلو تنازع فيه الذئب والنّمر


(١) «القاضى جمال الدين أبو بكر قاضى عجلون» - فى كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٩٣.
(٢) «ما رقدت» - فى كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٩٤.
(٣) جلق - دمشق.
(٤) لم يرد هذا البيت فى كنز الدرر.
(٥) «ولا صور» فى كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>