أن تخرب الإسكندرية وترميها فى رقبتى، فاصبر إلى أن يجئ نائب السلطان وهو الذى تسلمت منه هذا الثغر فيتسلمه منى.
وفى أثناء هذه المفاوضة وصل مركب من تجار الإفرنج فيه بضائع كثيرة وتجارة عظيمة فيها الموجب للسلطان أربعون ألف دينار، فتحدث فيها ولم يعارضه أمير شكار فيها.
واتفق وصول السلطان على تروجة، فطلب ابن عبادة وهو وكيل السلطان، فقال له: أبصر لى دراهم ترسلها إلى الإسكندرية يشترى بها هدية، فقال يا خوند:
ما ثم الآن حاصل، فقال له: اقترض من أحد من التجار ونحن نوفيه.
فركب ابن عبادة إلى أن وصل قريب إسكندرية، فوجد الوزير نازلا بخيمة فما أمكنه أن يتعداه، فنزل وسلم عليه، فرحب به وأكرمه، وسأله إش قصده؟ وعرفه ما سأله السلطان، وما هو فيه من قلّة النفقة، وحاله ضعيف، [٣٢٦] وأن الأمراء ما يدعون له تصرفا ولا له خزانة.
وكان ناصر الدين ناظرا إلى حال السلطان ملتفتا إلى القرب منه، لأنه لما كان والى مصر، كان الأمراء رسموا له أن يكبس بيوت المنجمين، ويأخذ كتبهم وأوراقهم، لأنه بلغهم أنهم أخبروا أن الملك الناصر تطول أيامه وأنه يقتل الأمراء، ولما وقف ناصر الدين على كتبهم وأوراقهم وجد فيها أن الناصر يصلح شأنه جدا فى آخر دولته وتطول أيامه، فلذلك كان ناصر الدين يتقرب إليه حتى تكون له منزلة عنده، ولما سمع كلام ابن عبادة قال يا مولانا: ملك مصر لا يجد لنفسه شيئا حتى يقترض، ثم قال له: ارجع إليه وعرّفه أن عندى ألفى دينار حاصلة، فإن كان السلطان يأذن لى أجى إليه وأحضرها له، وقل له: