للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنى أحق بجميع ما يختاره السلطان، فركب ابن عبادة وجاء إلى السلطان وأخبره بما جرى، ففرح بذلك فرحا كثيرا.

وفى اليوم الثانى حضر ناصر الدين، ودخل على السلطان، وباس الأرض، وأجلسه بين يديه، ورحب به، وشرع السلطان يقول له ما هو فيه مع الأمراء من قلة نفاذ الكلمة وقصر اليد، فقال ناصر الدين: يا مولانا السلطان مهما تحتاج إليه عرفنى به أحمل إليك، ولا تتكل على الطلب من الأمراء، وطول روحك يا خوند فإن الأمور مصيرها إليك، وجسّر السلطان على الأمراء، وهون (١) أمرهم عليه، ثم نهض من عنده.

وكان هناك أصحاب النّوبة والجمداريّة، فسمعوا ما جرى بينه وبين السلطان، ثم إن السلطان أقام هناك أياما، ثم رجع إلى المدينة، وكذلك ناصر الدين رجع إلى المدينة، بعد أن حصّل مالا جزيلا، وذهبا كثيرا، وكساوى هائلة، وبلغ الأمير ركن الدين بيبرس جميع ما جرى له مع السلطان، وأضمر فى نفسه، ثم إن ناصر الدين عرّف بيبرس أن أمير شكار قد غلب على إسكندرية، وحصّل منها أموالا عظيمة، وكانت إسكندرية فى ذلك الوقت ليس فيها للسلطان إلا شئ قليل، وكان فيها متجر وبيع وشراء لسائر الأمراء مثل سلار وبيبرس والجوكندار وبرلغى وغيرهم.

وفيها: بلغ النيل المبارك بعد وفائه إلى ستة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا، وكان قد توقف فى أوائل الأمر، وتحسن فيه سعر الغلّة.

وفيها توجه سلار إلى الحجاز الشريف بعد رحيل الركب المصرى بأيام قلائل، وحج صحبته من الأمراء:


(١) و «ويهون» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>