للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصاحب الوزير الصدر الكبير فتح الدين أبو محمد عبد الله (١) بن محمد بن أحمد ابن خالد بن محمد بن نصر القرشى المخزومى، المعروف بابن القيسرانى الحلبى.

كان شيخا جليلا، دينا فاضلا، شاعرا مجيدا، من بيت الرئاسة والوزارة، وولى وزارة دمشق مدة، ثم أقام بمصر موقعا مدة، وكان له اعتناء بعلوم الحديث وسماعه وإسماعه، وله مصنف فى أسماء الصحابة الذين خرج لهم فى الصحيحين، وأورد شيئا من أحاديثهم فى مجلدين (٢) موقوفين بالمدرسة الناصرية بدمشق، وقد خرج عنه الحافظ الدمياطى، وهو آخر من توفى من شيوخه، وتوفى بالقاهرة يوم الجمعة الحادى والعشرين من ربيع الآخر، وأصلهم من قيسارية الشام، وكان جده موفق الدين أبو البقاء خالد وزيرا لنور الدين الشهيد، وكان والده عز الدين وزير الملك الناصر صاحب دمشق، وكان من الكتّاب المجيدين، توفى فى الأيام الصلاحية سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وأبوه محمد بن نصر، ولد بعكا قبل أن يأخذها الفرنج سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، فلما أخذت بعد التسعين وأربعمائة انتقل أهلهم إلى حلب، فكانوا بها.

وكان شاعرا مطيعا، وله ديوان مشهور، ومعرفة جيدة بالنجوم والهيئة، وغير ذلك، ومولده سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن بتربته بجوار مشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها.


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، نهاية الأرب ج‍ ٣٠ ق أورقة ١٠٦، درة الأسلاك ص ١٦٥، الدرر ج‍ ٢ ص ٣٨٩ رقم ٢٢٠٠، البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٣١، شذرات الذهب ج‍ ٦ ص ٩، تالى كتاب وفيات الأعيان ص ٢٢ رقم ٣٢، تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ٢٦١، النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ٢١٣.
(٢) هو كتاب «معرفة الصحابة» - كشف الظنون ج‍ ٢ ص ١٧٣٩. هدية العارفين ج‍ ١ ص ٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>