للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الافتراق والإياس من التلاق، فإن له منذ فارقه أهله وانصدع شمله، من نوبة الأبلستين فى الدولة الظاهرية فى سنة خمس وسبعين وستمائة، ثلاثين سنة معدودة إلى هذه المدة المحدودة، فأتوه من شاسع البلاد، وبلغ بقربهم المراد، كما صنع الله ليوسف بن يعقوب، وابتهجت بجمعهم القلوب (١).

قد يجمع الله الشتيتين بعد ما … يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

فأمّر كل منهم بطبلخاناة، وانتظم عقدهم جميعا، وعاد خبائهم منيعا (٢).

وفى كتاب اللطائف: كان وصول سيف الدين ووالدته وأولاده أولا فى العشر الأوسط من صفر، وبعدهم وصل داود فى العشر الأول من جمادى الأولى.

وفيها: وصلت رسل من جهة ملك الكرج إلى القسطنطينية لقصد الأبواب الشريفة، فجهز الأشكرىّ [٣٤٩] معهم رسولا من عنده وأرسلهم، فوصلوا فى البحر إلى ثغر الإسكندرية، ومنها إلى الأبواب الشريفة (٣) برسالة يسألون فيها أن تعاد إليهم كنيسة معروفة بهم بالقدس الشريف تسمى المصلّبة، كانت قد أخذت منهم منذ مدة، وبنى فيها مسجد بمئذنة، فأعيدت إليهم، وردّت ضالّتهم عليهم (٤).

وقال ابن كثير: وكان الشيخ خضر انتزعها منهم فى الدولة الظاهرية، وجعلها زاوية فأعيدت عليهم بمقتضى فتاوى العلماء، وأذن لهم فى الاستواء فى


(١) انظر ما سبق ص ٣٤٨.
(٢) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٥ ب، ٢٤٦ أ.
(٣) «السلطانية» فى زبدة الفكرة.
(٤) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٦ أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>