للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطلوشاه مع عسكره قد أشرفوا على المرج، فعادوا فى الحال وأعلموا جوان شير. فقال جوان شير: الحرب خدعة فما ترون فى أمر الكبسة على هؤلاء بالليل؟ فقالوا له: افعل ما بدالك، فركب وركبت العساكر، وساروا على طريق ليس فيه ديدبان قطلوشاه، فساروا بين جبال شامخات، وأماكن وعرات، وآجام وغابات، ومع ذلك هم خبيرون بتلك الأراضى لأنها أرضهم، ثم قال لهم جوان شير: يا قوم قد قربنا منهم ولم يبق بيننا وبينهم [٣٥٨] إلا هذا الجبل، والرأى عندى أن تنزلوا وتستريحوا، وتريحوا خيولكم إلى آخر الليل، وفى وقت السحر فى الغلس نكبسهم فنزلوا.

وقال جوان شير: أنا أروح وأكشف هؤلاء، فمنعوه ولم يسمع منهم، فأخذ معه جماعة ممن يثق بهم ويتكل عليهم فى الشدائد، وساروا وهم مشاة، فصعدوا إلى ذلك الجبل، ثم نزلوا إلى مرج الجاموس، فإذا هم نازلون فيه، وهم آمنون مطمئنون، وخيولهم سارحة، فدار جوان شير مع أصحابه حولهم. فقال: القوم نحو ثلاثين ألفا والباقى تفرقوا فى طلب الكسب، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقال لهم: قوموا ندهمهم قبل إسفار الصبح. فقاموا وركبوا، وساروا غير بعيد، فإذا بصياح من خلفهم يقول: قد دهمت الخيل من ورائنا فقال دوباج:

قد عملت التتار علينا الحيلة وسبقونا إلى ما قد دبرناه. فقال لهم جوان شير:

سيروا أنتم هوينا وأنا أرجع وأكشف لكم هذا. فأطلق عنان جواده وطلب المكان الذى سمع منه الصياح، فلما قرب منه سمع صهيل الخيل وزمجرة الفرسان وقعقعة السلاح. فقال: هذا والله عسكر لا محالة وهلكنا لا محالة. فأنصت إليهم وإذا هم يتحدثون بالعجمى ويقولون: ما نظن أن نلحق بجوان شير لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>